إن لم يؤمن الإنسان بالحريّة، لا يصبح مسؤولاً عن أعماله، وبالتّالي تصبح دينونة الله ومحاسبته ظُلمًا وجورًا، لأنّه لا يجوز تأديب مَن ليس حرًّا في خياراته. وقول الكتاب المقدّس إنّ مَن يكسر الوصايا يستحقّ العقاب، ومَن يحفظها يستحقّ البركات، يعزّز موضوع مسؤوليّة الإنسان.
نجد عند البحث في موضوع المسوؤليّة وارتباطها بمفاهيم الحريّة والعدالة والأخلاق أنّ النّاموس الإلهيّ قد وضع على كاهل الإنسان بعامّة والمؤمن بخاصّة مسؤوليّة كبيرة في هذه الدّوائر الثّلاث، إذ خلق الله الإنسان كائنًا مسؤولاً.
الخاطىء الّذي يتبرّر بالإيمان بيسوع، لا يعود محكومًا عليه من النّاموس، إذ قد حرّره "روح الرّبّ" من حكم الموت وأعطاه الحياة الجديدة والأبديّة (2كو 3: 17؛ غل 3: 10، 21؛ رو 8: 2). لكنّ هذا، لا يعني تحرّر من تعليم النّاموس الأدبيّ والأخلاقيّ (الوصايا العشرة)، بل صار مُلزمًا أن يعيش بموجبه كبرهان قبوله الحياة الجديدة في المسيح يسوع (رو 7: 6؛ 13: 9).