إن لم يؤمن الإنسان بالحريّة، لا يصبح مسؤولاً عن أعماله، وبالتّالي تصبح دينونة الله ومحاسبته ظُلمًا وجورًا، لأنّه لا يجوز تأديب مَن ليس حرًّا في خياراته. وقول الكتاب المقدّس إنّ مَن يكسر الوصايا يستحقّ العقاب، ومَن يحفظها يستحقّ البركات، يعزّز موضوع مسؤوليّة الإنسان.
نجد عند البحث في موضوع المسوؤليّة وارتباطها بمفاهيم الحريّة والعدالة والأخلاق أنّ النّاموس الإلهيّ قد وضع على كاهل الإنسان بعامّة والمؤمن بخاصّة مسؤوليّة كبيرة في هذه الدّوائر الثّلاث، إذ خلق الله الإنسان كائنًا مسؤولاً.
لبنان أشبه بسفينة تتقاذفها الأمواج في أحلك ساعات الّليل. مسؤولون يتقاتلون ويتبادلون الاتّهامات، وحكّامُ نائمون و غير آبهين بمصير البلد. وكلّما أوشكت السّفينة على الغرق، كلّما زادت الاتّهامات بعضهم لبعض وما من قائل: أنا المسؤول عن هذه البليّة.